رقم الفتوى: 21837
عنوان الفتوى: حكم المرتد
قسم: العقيدة
مفتي: دكتور حاتم الحاج
تاريخ الفتوى: 04/17/2006

السؤال

نظرا للأسئلة التي تردنا في المراكز الإسلامية في هذه الأيام، نرجو من حضراتكم بيان كيف يجاب على هذه الأسئلة، وهي حكم المرتد وعقوبته.


الإجابة

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله. و بعد،

أرى أن تبدأ ببيان أن ذلك الأمر من الأمور التي توكل إلى أجهزة القضاء في الدول الإسلامية لا إلى الأفراد في هذه الدول أو غيرها. ثم تبين أن القضاء سينظر في هذه الحالات و يقرر فيها بناءاً على تفاصيل و اعتبارات كثيرة.

أما الحكم في الشريعة، فإنه القتل للرجال عند الأئمة الأربعة و كذلك للمرأة عند الجمهور و تحبس عند الأحناف. و ذلك لقوله صلى الله عليه وآله وسلم " من بدل دينه فاقتلوه" و قوله "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس , والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة".

و ليس ذلك بدعاً في دين الإسلام، بل هذا حكم المرتد في شريعة موسى – عليه السلام -، فقد جاء في سفر التثنية 13/6-16: "6- وإذا أغواك سرا أخوك ابن أمك أو ابنك أو ابنتك أو امرأة حضنك أو صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفها أنت ولا آباؤك.  7-  من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من إقصاء الأرض إلى إقصائها.  8-  فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره.  9 - بل قتلا تقتله.يدك تكون عليه أولا لقتله ثم أيدي جميع الشعب أخيرا. 10- ترجمه بالحجارة حتى يموت.لأنه التمس أن يطوّحك عن الرب إلهك الذي أخرجك من ارض مصر من بيت العبودية. 11-  فيسمع جميع إسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الأمر الشرير في وسطك.12-  أن سمعت عن إحدى مدنك التي يعطيك الرب إلهك لتسكن فيها قولا.  13-  قد خرج أناس بنو لئيم من وسطك وطوّحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفوها.  14 - وفحصت وفتشت وسألت جيدا وإذا الأمر صحيح و أكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك.  15 - فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. 16 - تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك فتكون تلا إلى الأبد لا تبنى بعد."

و معلوم أن من عبدوا العجل أمروا بقتل أنفسهم.

إن هذه المسألة تحتاج في بيانها لغير المسلمين إلى حكمة و صدق. وفقكم الله.

و الله تعالى أعلم