- AR (العربية) -
- EN (English)
رقم الفتوى: | 3359 |
عنوان الفتوى: | قيام الليل جماعة في غير رمضان والذكر الجماعي |
قسم: | الصلاة |
مفتي: | القسم الشرعى بالموقع |
تاريخ الفتوى: | 08/06/2007 |
ما مدى مشروعية قيام الليل جماعة في غير رمضان ومشروعية الذكر الجماعي وأرجو من فضيلتكم الرد أن يكون شاملا ومفصلا لأن بعضهم يقولون إن هذه الأعمال بدعه فأفيدوني جزاكم الله خيرا
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، وبعد
اعلم رحمنا الله وإياك أن العبادات توقيفية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، والخير كل الخير في اتباع حبيبنا صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح رضي الله عنهم.
وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ثبت فيها قيام الليل جماعة في البيت، فقد صلى صلوات الله وسلامه عليه بابن عباس وابن مسعود وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهم، وحدث هذا وفاقا لا اتفاقا، فالاحتياط وسد ذريعة البدع أمر واجب حتم، والفرار من البدعة خير من الإتيان بسنة، وعلى هذا فلا يشرع الاتفاق على قيام الليل جماعة في غير رمضان بالمسجد، وجعل ذلك سنة راتبة ومنهجا مضطردا مع الأخذ في الاعتبار أن من قال بالمشروعية من أهل العلم لا ينتقص منه، وهو من الخلاف السائغ الذي لا تثريب فيه.
أما عن الذكر الجماعي على النحو الذي يفعله الصوفية فهو في أغلب صوره محدث ما أنزل الله به من سلطان، سواء من حيث مضمونه أو من حيث طريقة أدائه.
أما الاجتماع على الذكر فقد قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «الاجتماع لذكر الله واستماع كتابه والدعاء عمل صالح وهو من أفضل القربات والعبادات.... لكن ينبغي أن يكون هذا أحيانا في بعض الأوقات والأمكنة فلا يجعل سنة راتبة يحافظ عليها إلا ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم المداومة عليه في الجماعات من الصلوات الخمس في الجماعات ومن الجمعات والأعياد ونحو ذلك ».
وقال رحمه الله: مما سن عمله على وجه الاجتماع كالمكتوبات فعل ذلك، وما سن المداومة عليه على وجه الانفراد من الأوراد عمل كذلك، وهذه قاعدة عظيمة فارقة بين السنة والبدعة عض عليها بالنواجذ، والله تعالى أعلى وأعلم.