• AR (العربية)
رقم الفتوى: 87621
عنوان الفتوى: حلف و أقسم بالله بعدم إرتكاب معصية مرة أخرى
قسم: الرقائق
مفتي: د.صلاح الصاوي
تاريخ الفتوى: 10/21/2012

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته: عندما يرتكب شخص معصية أو ذنب ما ثم حلف و أقسم بالله بعد ذلك بعدم إرتكاب تلك المعصية أو الذنب مرة أخرى و وعد الله بذلك أنه لا يرتكب تلك المعصية أو الذنب و كان الشيطان يوسوس له فى كثير من المرات بإرتكاب تلك المعصية و لكن ذلك الشخص كان يقاوم نفسه و لم يرتكب تلك المعصية و لكنه مرة غلب عليه الشيطان تمامآ و تم إرتكاب تلك المعصية و لكنه ندم بعد إرتكابها لأنه قد اقسم بالله و وعده بعدم إرتكابها مرة أخرى و إستغفر الله كثيرآ على ما فعله فما الحكم فى ذلك هل هو كافر بالله أم ماذا وماذا سوف يكون عقاب الله له فى الدنيا و يوم القيامة على فعل ذلك ؟ ؟ و هل الله سوف يقبل ذلك الإستغفار أم لا مع العلم أن ذلك الشخص قرر و للمرة الأخيرة بعدم تكرار تلك المعصية مهما سيطر عليه الشيطان . و لكم جزيل الشكر و الاحترام و التقدير.


الإجابة

 بسم الله الرحمن الرحيم


 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن الله جل وعلا قد سبقت رحمته غضبه، وسبقت مغفرته عقابه، وهو سبحانه يرحم ضعف عباده فيقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، فلا يعظم ذنب على التوبة أبدا، وما على صاحب هذه النازلة إلا أن يشحذ الهمة ويجدد العزم على عدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى، ويطرح نفسه بانكسار على أعتاب سيده! ولن يرده خائبا إن شاء الله! وأبشره بقول الله تعالى [وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم ]  وبهذا الحديث الشريف الجليل عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه سمع رسول صلى الله عليه وسلم يقول (( إن عبداً أصاب ذنباً فقال : يارب إني أذنبت ذنباً فاغفره لي . فقال ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له , ثم مكث ماشاء الله , ثم أصاب ذنباً آخر , وربما قال ثم أذنب ذنباً آخر فقال: يارب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي : قال ربه : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له , ثم مكث ماشاء الله , ثم أصاب ذنباً آخر , وربما قال ثم أذنب ذنباً آخر , فقال: يارب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي : قال ربه : علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فقال غفرت لعبدي فليعمل مايشاء)) رواه البخاري ومسلم.  ولا يعني هذا أن يأمن مكر الله عز وجل أو أن يتكل على سعة مغفرته فيفرط ويتمادى! فإن الله جل وعلا قال [ نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم ] أسأل الله أن يتقبل توبته وان يقيل عثرته، وأن يرده إليه ردا جميلا، والله تعالى أعلى وأعلم