رقم الفتوى: 3418
عنوان الفتوى: كيف يعود العبد إلى الله بعد الفتنة؟
قسم: الرقائق
مفتي: القسم الشرعى بالموقع
تاريخ الفتوى: 08/08/2007

السؤال
السلام عليكم أحسن الله إليكم

سؤالي هو

كيف أعود إلى الله؟

لقد تربيت في بيت عادي يحافظ على العادات أكثر من الدين إلا أن أمي كانت تحثنا على حفظ القران والحديث فدارت السنون حتى لقيت من دلني على الله وكيف أن الإسلام هو حياتنا كلها وأن أنفاسنا لابد أن تكون لله فما فوق ذلك وكنت في البداية أجد في نفسي النفاق عافانا الله والرياء ودعوت الله كثيرا أن يعافى قلبي من أسقامه حتى عشت برهة من الزمن لا أرى فيها غير ربي ورضاه وديني ودعوتي وحبي لكل الناس وفكري الدائم في خيرهم

ومضت سنوات معدودة حتى تغير الحال فقد سافرت من تلك البلدة الخيرة وفارقت الصحبة الصالحة فتبدل كل شيء حولي وقاومت لكنى سقطت في المعاصي وتغير القلب المسكين وأوحشت جوانبه

كلما أرى نفسي مقبلة على الدنيا وأشهد قلبي فارغ من الحياة حتى وإن استغفرت أخاف من أن يكون قلبي مات وأقول هنا إن الأمراض تراكمت على قلبي من رياء ونفاق وعجب وتراكم على عقلي فساد الرأي مع انعدام الفكر

هل لي من سبيل للعودة؟

وأذكر أيضا أني كلما عزمت الرجوع إلى الله أتمنى أن أعيش عز المؤمن وحلاوة الطاعة ونصر الله وعونه؟

فكيف أخلص لله وحده لا لما تجلبه الطاعة للإنسان

هذا وأسألكم الدعاء لي بظهر الغيب فيغفر الله لي ويهديني


الإجابة
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، وبعد

نسأل الله لنا ولجميع المسلمين ولك الستر والهداية وأن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وأن يجعلنا من الراشدين آمين.

لقد أخطأت لما تركت البلد الخيرة وأهلها الطيبين والصحبة الصالحة، وعليك بالرجوع إلى سيرتك الأولى إن استطعت وتستغفر ربك فيما اقترفته، واعلم أن رحمة الله واسعة، وسعت كل شيء، بل سبقت غضبه، ومن جاهد نفسه بلغ المراد، قال تعالى: ﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا... ﴾، وإياك إياك من اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى، وأحسن الظن بربك، فإنه عند ظنك بك خيرا فخير وشرا فشر.

وأكثر من مراقبة الله تعالى سرا وعلانية، ومن العبادات الخفية التي لا يطلع عليها إلا الله عز وجل من صوم وقيام واستغفار بالأسحار وغير ذلك مع الدعاء، تجد الإخلاص بحول الله وقوته، رزقنا الله جميعًا الإخلاص وأعاذنا من الرياء والنفاق والسمعة، آمين آمين آمين، والله تعالى أعلى وأعلم.